لم اتحدث يوماً عن أمومتي مع أحد! اشعر انه الموضوع الاعمق في حياتي والذي لم اتعمق فيه ولم يأخذ حقه من النقاش!
غريب هو الشعور بالأمومه! في مراهقتي تمنيت أن يكون لي أطفال واعتني بهم وأدللهم وأحبهم! حتى أني سميتهم لم اتخيل اشكالهم اكتفيت بتسميتهم على ان اجسد الخيال!! ولكن كان خيال اجنح من تصور الاشكال! بل خيّل لي المشاعر فشعرت بمرارة فقد أحدهم ومعانة أن يكون أحدهم متعب! كنت أهرب من هذا الشعور بعد أن تتسرب مني الدموع فحتى الخيال عندي مؤلم!
ولكن الواقع تجريدي أكثر!
أول طفل من أطفالي شعرت أني وقعت في مأزق لن أدعي انني أحببت طفلتي من أول نظره! ولا من ثاني نظرة حتى!! بعد ولادتها مباشرة لم تبكي مثل باقي الأطفال فوسوس لي الشيطان بأقل من طرفة عين بأنه فقدت طفلتي فرددت بشعور لامبالاة بعلى الأقل انا سلمت من الموت! ولكن الله كذبه بأن سمعت صراخها والذي لم يتوقف خلال ٣أشهر الأولى من حياتها ( كم أنا ممتنه لهذا الصراخ جاءت هذه الطفله ثائره )
كنت اعتبر نفسي أماً منذ ان كنت في السادسة من عمري ولكن كل إدعاءات الأمومه تلك لم تصمد أمام أول ليله سهر مع طفلتي الثائره على النوم!
قاومت كأي أم في فترة مابعد الوضع شعور بأن اضرب بها الحائط ( عاد الشيطان ليعبث بخيالاتي ) ولكن كان ردي هو أن احضنها وكأن ذلك الشعور البشع يستفز فيني مشاعر الرحمه والحنان وشعور آخر اشبه بالندم لأن مثل هذه الفكره مرت عليّ! فكان حقاً عليّ أن اعوض صغيرتي بضمه وطريقاً يشق في قلبي لسعة البال!
هكذا تعلمت مع صغيرتي الصبر وضبط النفس! ترافقه احساس آخر بأمي تقدير احترام خجل خليط مركز من مشاعر شتى!
فتره بسيطه جربت فيها مشاعر لم تطرأ عليّ من قبل فولدت عندي صدمه شاعريه كانت من اجمل صدمات حياتي!