الجمعة، 11 أغسطس 2017

صدمة شاعريه

لم اتحدث يوماً عن أمومتي مع أحد! اشعر انه الموضوع الاعمق في حياتي والذي لم اتعمق فيه ولم يأخذ حقه من النقاش!

غريب هو الشعور بالأمومه! في مراهقتي تمنيت أن يكون لي أطفال واعتني بهم وأدللهم وأحبهم! حتى أني سميتهم لم اتخيل اشكالهم اكتفيت بتسميتهم على ان اجسد الخيال!! ولكن كان خيال اجنح من تصور الاشكال! بل خيّل لي المشاعر فشعرت بمرارة فقد أحدهم ومعانة أن يكون أحدهم متعب! كنت أهرب من هذا الشعور بعد أن تتسرب مني الدموع فحتى الخيال عندي مؤلم!

ولكن الواقع تجريدي أكثر

أول طفل من أطفالي شعرت أني وقعت في مأزق لن أدعي انني أحببت طفلتي من أول نظره! ولا من ثاني نظرة حتى!! بعد ولادتها مباشرة لم تبكي مثل باقي الأطفال فوسوس لي الشيطان بأقل من طرفة عين بأنه فقدت طفلتي فرددت بشعور لامبالاة بعلى الأقل انا سلمت من الموت! ولكن الله كذبه بأن سمعت صراخها والذي لم يتوقف خلال ٣أشهر الأولى من حياتها ( كم أنا ممتنه لهذا الصراخ جاءت هذه الطفله ثائره )

كنت اعتبر نفسي أماً منذ ان كنت في السادسة من عمري ولكن كل إدعاءات الأمومه تلك لم تصمد أمام أول ليله سهر مع طفلتي الثائره على النوم!

قاومت كأي أم في فترة مابعد الوضع شعور بأن اضرب بها الحائط ( عاد الشيطان ليعبث بخيالاتي ) ولكن كان ردي هو أن احضنها وكأن ذلك الشعور البشع يستفز فيني مشاعر الرحمه والحنان وشعور آخر اشبه بالندم لأن مثل هذه الفكره مرت عليّ! فكان حقاً عليّ أن اعوض صغيرتي بضمه وطريقاً يشق في قلبي لسعة البال!

هكذا تعلمت مع صغيرتي الصبر وضبط النفس! ترافقه احساس آخر بأمي تقدير احترام خجل خليط مركز من مشاعر شتى!

فتره بسيطه جربت فيها مشاعر لم تطرأ عليّ من قبل فولدت عندي صدمه شاعريه كانت من اجمل صدمات حياتي!




الجمعة، 21 يوليو 2017

أمل وألم

تأملها (أمل وألم )متضادان في المعنى متباعدان في الأصل نفس الحروف ولكن ليستا بنفس الترتيب! لايمكن أن تعرف احدهما إلا ويجب أن تكون عرفت الأخير قبله!! كجبلين او جرفين يصل بينهما خيط رفيع لايمكن ان يحمل ريشه الا وينهار فيها  ويتمزق ! ولكنه قادر ان يحملك ان وثقت بخطوتك عليه واجتهدت في المسير! انطلقت منذ سنين من جرف الألم وقد وضعت قدمي ويدي وفمي وكل ما أظنه سيثبتني على سلك البهلوان هذا! وهممت بالزحف في رحله مضنيه لم أرى لها نهاية حتى جرف الأمل لم يلح لي ولو من بعيد! لا أبالغ وكأن زحفي يرجعني من حيث أتيت!! وكأني شريط يعاد كل ما قربت النهايه أُعيد بخبث للبدايه! لا يرئف بي ولايقدر تعبي! لا أدور في فلك بل الفلك يدور فيني! شيء يبعث على السخريه والحزن والإحباط وكل شعور غامق!

 كم متضاد عرف بنقيضه لا بمعناه لايمكن لأحد أن  يصف الحراره حتى يكون جرب البروده! لايمكن ان تقدر الصحه حتى تصاب بالمرض! لايمكن ان تعرف الأمل حتى يلحق بك الألم! وكذلك الألم يصبح وابل جمرات أن لم يكن بمعيته أمل!

الألم والأمل ليسى نقيضان بقدر مايكونان صديقان حميمين بينهم من المشتركات أكثر من الاختلافات هما كالظل والحرور والليل والنهار يترافقان ما ان يتقدم أحدهما حتى يلحق به الآخر صحبتهما كالزمن لانهايه له!!.. على الاقل في حياتنا القصيره! 


#تأمل

من لا يألم لا يأمل! راجع هذه العباره في كل مواقفك اليوميه وحركاتك فإن لم تتألم في يوم فلا تظن بنفسك خير فقد تكون في الشر كله قد وقعت!



الثلاثاء، 6 يونيو 2017

ضالتنا

في قديم الزمان كنا أمه متشرذمه متباعده!

تجمعنا بقعه شاسعه من الرمال وتظلنا شمسٌ حارقة لم يرحم لهيبها جلود اجدادنا التي استوت من حرارتها!!

يجتمعون حول منابع الماء في القيض! ويفرقهم مطر السماء في الشتاء! وتظل تجمعهم نفس البقعه لايخرجون عن محيطها القاسي!! تهلكهم الدهور في صحراهم! لم يعلم بحالهم الا رب السماء!! ولم يلقي لهم أحدٌ إهتمام! سقطوا من ذاكرة أخوانهم في العروبه والإسلام وتركوا لقدرهم وصحراهم!

لم يكن لهم وزن على مر العصور! ااطحنوا في صحراهم أو هلكوا في مقفرتهم! كانوا مادة في مطلع عصرٍ الأمه وصاروا ذره لاقيمه لها! تمسكوا بصحراهم لم يجرهم جوعهم وعطشهم لمدائن غيرهم!! ولم تُجلِهم هوجاء الحروب بينهم لأسوار الحضاره!!

لم يدخلوها إلا ليخرجوا منها مسارعين إلى جدباهم!

لم يغمسوا ايديهم في فوضى الممالك والدول!

لاوزن لهم! ولا هم مكسب! ولامغرم! ولا مطمع!

احتقرت الأمم غبارهم! وشعثهم ! وجوعهم ! وجهلهم ! واحتقرت أرضهم!

تألموا  لسقوط الأندلس وماسمعت الأندلس قرقرت بطونهم!

وماكست أرض الكنانه جلودهم!

ولا افاضت عليهم الشام من خيراتها عليها!

وضلوا الملوك الجياع في صحراهم! يتناحرون فيها.. ويتقاضون ..ويتصالحون ..وتمر عليهم السنون.. حتى تفجرت الأرض بالخير وبنوا أرضهم من خيرها.. واتصلت طرقهم ببعضها وعمروها

فنادا المنادي منهم نفط العرب للعرب!! واقرضونا قرضاً حسنا! وابنوا وعمروا شيدوا المدارس والمستشفيات! لاتستفردوا بالخير لأنفسكم! وتشحذنا ألسنة لئامهم وترقبنا أعين حسادهم! ولم نبالي ،ولم نمن 

،فتحنا أرضنا لكم حُباً وكرامة بنينا ووصلنا وإخاءً مددنا!

والدنيا ومافيها بذلنا لانريد من أحدٌ حمدا ولاجزاء! بل نسأل الله فضله ورضوانه! وقربةً له سعينا.

وأن لم نأخذ منكم خيرا فكفوا عنا وعن صحرانا شركم وتسلط شراركم علينا!

ألم يكفكم تآمركم على شعوبكم واشعالكم الفرقه في أرضكم وجئتم بعملائكم لتذكوها فينا!!

إرجعوا بكيدكم فإن من في السماء يلعنكم ومن على الأرض يبغضكم

وخذوا إعلامكم وعملائكم معكم أخرجوا منها أذله فإننا لسنا شعوبٌ غافله ومستفله ولامغفله! بل نحن كرامٌ التغافل حكمتنا، الحلم يتملكنا! والترفع مذهبنا! فهلا حللتم عن سماءنا وصحرائنا ألم تتخم بنوككم من سرقاتكم لشعوبكم وأموالنا!! أم أنكم كالدبابير التي تهاجم خلايا النحل لتهلكها وتمتص خيرها حتى آخر قطره وتنتقلوا لخليه أخرى وتهلكوها وتعيثوا في الفساد مثل سابقتها! 

خذوا مستشاريكم ومحللينكم وأعلامينكم وخبرائكم ومخابراتكم وعملائكم وأخرجوا بخزيكم وعبثكم معكم.


قالوا بالأمثال: الي مافيه خير لأهله مافيه خير للناس! 



الأحد، 11 ديسمبر 2016

حديث مخضرمه

منذ بضع ليالي عرضة حلقة لبرنامج على إحدى القنوات الكويتيه استضافة سيدة اسمها ام براك  ( فليعذرني مقدم البرنامج وجميع العاملين في القناة لجهلي بأسم البرنامج وكذلك المقدم والقناة فأنا لا أشاهد التلفاز إلا نادرًا مع كامل احترامي لشخوصهم وجهدهم) انتشرت لها مقاطع متنوعة يحاورها المذيع فيها بالواتسب تتحدث عن المرأه البدوية وعن كثير من نواحي حياتها وأنا لا أسجل أي اعتراض لأني لم اشاهد البرنامج كما نوهت سابقاً!!

ولكن انا (أنقل فقط ) لرأي من عاصر حقبة البداوة وعايشها بكل أحوالها...

ولنبدأ عند نقطة الإختلاف وهي مافصلت فيه السيدة أم براك بموضوع مهر البدوية قديماً والذي أثار حفيظة ( عمتي ) المرأه التي ناهز عمرها السبعين ربيعاً!! والتي تذكرت حياة البدو ( الشريّه ) والخير من الضين ( الضأن ) والابل وكيف ان متوسط الحال او على حد تعبيرها ( أموره مصلّحه ) كان يملك مابين خمسين وستين من الغنم والأبل مثلها، ام الغني فهو من كان يملك فوق ١٠٠ راس من الغنم وكذلك الإبل ، وكيف ان البدوي يكرم المرأه بمهرها فقد كان الأب او الاخ يزوج الخاطب (على ريال وشيمة الرجال ) أما أم العروس فهي التي كانت ( تفن ) اي تشترط مقدار المهر ، وكنّ يتفنن بالطلبات والتي لايرفضها الخاطب!! فقد كانت تطلب قطيفه او قطيفتين وارد ( تركيه او إيران ) لأنه تعتبر الاجود في ذلك الوقت.. وكذلك حجول الكويت والتي كانت تعتبر في غاية الفخامه ، وثياب العروس تجلب من الزلفي والتي تعتبر من ارقى ماتكسى فيه العروس ، وكذلك تفن جملين واحد في الذمه  ( وهذا إذا حنته ورحمته ام العروس متى ما استطاع فعليه ان يأتي به )وواحد قلاط ( لاتركبه العروس ) بل يترك عند اهل العروس إكراماً لهم ، ( فردة شقرا ) وهي القلاده الكبيره تشترى من سوق شقرا المدينه المعروفه!

وكان الله في عون الخاطب الراغب في الزواج ان يجمع هذا المهر كله ويجلبه للعروس والذي ان قبل به يجب عليه ان يوفيه كاملاً بدون نقصان! ( اشبه بمهر عنتر لعبلة التعجيزي )

وبعد أن تطوروا وجاءت السيارات صارت النساء ( يفنٍ الزوالي والجوادر ( الدوشق ) وماهو جديد من دقات الذهب من خواتم وحجول وقلائد.

وكذلك حدثتني عن قِرا الضيف ولكن اعتقد اني اطلت في الحديث هذا وان شاء الله سأحدثكم بما توقفت عنده .