الجمعة، 6 أبريل 2012

بوح تسنيم






عندما يضيق صدري ولا ينطلق لساني...
اهرول نحو قلمي وأوراقي فبيني وبينهم تفاهم لم استطع أن أمد له مثيل من الجسور بيني وبين أبناء جلدتي!!
تفاهم لطالما ترجم ما عجزت عن البوح به و أصبحت رهينة للساني!!
 تلملم شتاتي تلك الأوراق بعد أن بعثرته غربة الحياة!!
أغرق فيها وأُغرِق بها كل ما يخالج صدري من هموم...
أوراقي يراكي غيري صماء فارغة!! ولكني أرى في تلك الصفحات صحرائي ..
أخط فيها خطوطي كطفلة تلهو بالرمال.. اجري على صفحاتها ذهاباً وإيابا بكل حرية!!
 تتقافز كلماتي على سطورها بكل مرح..
أو لأرتمي على رمالها الباردة لأكمد حرارة أحزاني!!
 هي بلسمي وماءِ الرقراق...
 تتصاعد بين زوايا أوراقي زفرات الهم الذي طوق صدري!!
 وأحس بين جنابتها راحة تنبعث إلى روحي!!
 لم أجد أنقى منها سريره تستنطق قلمي فيبوح ومن قبل بوحه تبوح روحي...

عندما ألجئ إليها وابدأ بالإنكباب عليها!!
أتصورها كأحضان الأم لي لأرتمي فيها كطفله واضع رأسي على صدرها..
 لتهدهدني وتمسح بيديها على شعري..
 و تهمس بأذني لتسكن روحي بعدها... 
بقدرتها الغريبة تطلق لساني فأشكو لها بثي وحزني!! 
وبقدرتها العجيبة تفكك تلك العقد التي أقعدتني عن الحياة وتطلقني إلى فضاءٍ آخر رحب..
يا الله كيف لكي هذه القدرة على لملمة شتات روحي!! وقد سكبت على صفحاتك عبراتي وعِبارتي!!
سأعود إليكِ كل ما ضاقت علي الأرض!! 
ولألون على صفحاتك البيضاء همومي.. 
وانقي ما حشر في صدري من ترسبات الحياة وسمومها!!
لم أرى نقاءً كنقاء أوراقي ولم أجد من يعكس روحي ويخترقها مثلك!! 
أنت نزف عتمتي وأنت نورها!! هنا تلاقت أنواركِ مع عتماتي...