الأربعاء، 2 مارس 2016

مبالغ الثناء

انا ولا اوريد ان اتعوذ من كلمة انا فهي الاسلوب الذي اعرفه لاعبر عن ذاتي.. كل من يعرفني جيدًا او يضن انه يعرفني جيدًا لانه قريب مني يقول لي ان لي اراده قويه!! واستشهد بقول امي لي انني لو اريد ان احرك جبل لستطعت!! ولكن في الغالب لا اسمع مثل هذا القول الا في حالتين وكلهما اكره سرد احولها ومشاعرها مره عند يئسي وكآبتي ومره حين لا اطيق ان افعل شيء وهنا فرق بين اليأس والاكتفاء!! ولكن لا اسمعها حين احتاجها فعلاً او حين استحقها! دوماً اسمعها في حالات الضحك الممسوح بمسحة من المزح والمجامله!! اصبحنا نحن من البخلاء الذي لم يدركهم الجاحظ في كتابه البخلاء!! نحن بخلاء الألفيه الثالثه نتصف بصفه تكاد تسود على مجتمع لايعرف ان يثني الا على من هو اعلى منه او من من لا يستحق الثناء!! التكلف الذي ارهقنا وانتزع من آدميتنا الشيء الكثير!! فلا يعرف احدهم ان ينظر في عين من يخدمه و هو اقل منه فيبتسم ويشكره ويثني عليه!! حتى انه ولشدت غروره يعتقد انه بامكانه طلب الخدمه وتتوالى خلفها الطلبات وينجو بنفسه من تكلفة الشكر ويأمن من غيض من يخدمه!! وانظر فيمن يريد منه شيء وهو في مرتبة الطالب للخدمه العاني للخادم حين يقف ضامٌ يده خلف ظهره يطلب ويستجدي ويقذف الابتسامات هنا وهناك والفاظ التقرب والخضوع والمديح والثناء تنطلق من فمه كالمطر وهو لا يعلم اتقضى حاجته او يقال له ( تعال بكره ) ( او يصير خير ) وهو لو جلس في لحظة خلوه مع النفس وتجلي لادرك ان كل كسوره وحساباته كانت قسمة ضيزا!! وان الثناء ليس على حسب المراتب !! بل ان الثناء يقسم ويوزع على قدر ماتحمل النفس من كرم!!
ما الرابط بين الحالتين ان الثناء لا يجب ان نترجاه ولايجب ان نبخل فيه وان كلمات تقال في وقتها ولمن هو اهلٌ لها توزن بموازين الذهب!! وان كلمة تقال لغير اهلها و تقف امامه تهدر بالثناء عليه وانت لا تعلم ايعطيك ام يمنعك!! وكأنك تنفخ في احشاء حيوان نافق لاحياة فيه!!
ولعلي اوصل رسالة بأن ابداء الشكر والثناء لن يقتطع من اعمارنا شيئاً ولكن سيقتطع مثاقيل من الغرور والكبر التي ازدحمت في صدورنا واخلت ابصارنا عن التقدير لمن يتفضل علينا وان كانت محدوده وبسيطه في اعيوننا!! ولعلها تكون وسيلة للتواصل فيما بيننا بعد ان اغلقت نزعة الماده منافذها!!
لنبقي شيء من فطرتنا لم يتلوث بعد.