من اصعب المشاعر التي عشتها واعيشها هو شعوري هذه الأيام وأنا أراقب صحة من أحب تتردى وتنسحب وأنا لا أملك إلا المراقبة والتحامل على شعور قاتم من الحزن والعجز!! وابتسم واستبشر بكلمة (بلع ريقه اليوم ) (وسولف معانا ) وأنا اعرف ان بلعة الريق وغمغمته بصوت متعب ليس مؤشر على التعافي!! وأن معالجه قد يئس من شفاءه قبل أن يعالجه أساساً بسبب تقدم عمره والمرض!! قاتل الله الأخيره.. كل واحده منهم تمهد للأخرى طريقاً سهلاً للمنيّه... فإما يمنع العمر من بدء العلاج وإما المرض والعلاج معاً يكون أقوى من أن يتحمله بدنه فإن لم تصبه هذه نهشتّهُ تلك !! في حالة العجز هذه.. وانحسار بصيص الأمل لأضيق من خرم ابره!! لايسعني إلا ان أُكتف يدي على صدري وأُلمملم فؤادي المفطور وأكتم صرخه تخنِقُني واطبق يدي على فمي وحنجرتي لابتلع تلك الصرخه !! وأداري دموعي التي توشك ان تتفجر !!
الانتظار ما اطول الانتظار متعب مضني اذا كنت تنتظر شخص قادم..فما بالك لو كان انتظارك هذا لمداهمة ساعة رحيل شخص تحبه شعور قاتل فكل رنة هاتف مخيفه كل رساله جديده مرعبه!! كل زياره لحبيبك المتعب منهكه.. كل ذكرى.. كل فكره ..كل احساس بخسارته تود لو تفر منها بما بقي من رشدك .. ناجياً بسلامة ذهنك وقلبك!! ليس كل الترقب مشوق ليس كل الترقب مبشر!! الترقب شعور يفقدك توازنك ويذهب عقلك!! الترقب اكثر شعور محبط مؤلم إذا كانت معطياته تبث فيك يأس واستسلام ... فقط مسألة وقت!!
وتمر الساعات والايام وتشعر بأن كل قطرة دم فيك جفت هلعاً وانسحبت الحياه متخاذله من جسدك!! وبقي الألم.. فقط أنت والألم فإما يفترسك مرة واحده أو يقطعك على مهل!! لا استسلام ولا نصر ..هزيمه مؤلمه وعجز فقط!!
مخزون الأمان عندي يقل !!! ومدخراتي من الذين احب تتناقص عام بعد عام بعد أعوام!! ودافعي لأخرج ..لأندمج ..لأسعى.. لأعمل يضّعف!!
لست يئوسه بطبعي ولست محبطه في فكري!! ولست انهزاميه في حياتي!! ولست ضعيفه بمظهري ولكن ربما داخلي هش !! ولكنني مؤمنه وإيماني لايتعارض مع مقدار حزني فأنا لا اعترض على قضاء ربي بمقالتي ولا اكتب لأُبيّن مقدار سخطي وحسرتي!! ولا من الذين لايرون خير في أي شيء.. ولا يلتفتون الى الجانب الآخر من المصائب !! ولست هنا لأعطي دروس في الحزن والصبر عليه !! أنا من الغالبيه التي لا تجد مكان للتنفيس الا في دمعي!! ومن الكثيرين الذين وجدوا لغة حزنهم وضيقهم تكتبها اقلامهم !!
لقد اشاروا مرةً ( وكنت في عز نحيبٍ ) أن الدمع ضعف! وأنه غالي! و أن بالإمكان كبحه! وأن من السهولة سكبه.. و أن من النفاق أحياناً اظهاره .. وأن حتى اسوء الممثلين يستطيعون استدراجه.. وأن من شئنه نفور القريب! وازعاج الحبيب!! وانه قد يكون في كثير من الاحيان محل سخريه وتعليق! وان صدق المحبه لا تقاس بالدموع...وإلا كانت النائحات الاجيرات احب للموتى من اقرب (قريب)!!! وقد زُجرت بأن دمعي يدل صراحةً عن ضعف إيماني!!! وتصلت ان لا وسيلة لتّخلص من ( النقد ) الا ان تغلق عليك ثلاثة ابواب في غرفه في بطن غرفة في بطن غرفة!! وتُرخي دموعك لتريح صدرك وتتخلص من آفة البكاء أمام الناس!! ولأن دمعي لا وقت له فلطالما خذلني في عز ألمي وتجمد في محاجر عيني ورغم انغماس قلبي بالحزن يتوقف دمعي فجأه ويتبلد احساسي فتخرس حواسي عن الشعور!! وفي صدمه من ذاتي طوال فترة الحزن المسموح إظهاره فيه!! اشعر بأنِ متبلده الاحساس... ثم بعدها باشهر وسنين متواصله يمتلكني ذلك النحيب الداخلي الذي يصم كل خليه في جسدي لماذا لا ابكي واريح نفسي من عذاب متواصل يجلد ويوبخ ويلوم ويشير باصبعه نحوي اني عديمة احساس !!
لذلك وجدتّ احاسيسي المكبوته طريقها في الخط على الورق ...وأن سكب قطرات الحبر أفضل من سكب الدموع على الأقل !! فأنا أجد الكتابه هي ملاذي وهي الذراع التي تلتف عليّ وهي الكتف الذي اسكب عليه العبرات والصدر المنشرح لسماعي!! لا اخجل منها ..ولا اتردد ..ولا اخفي عنها شيء ...ولا تقاطعني.. ولا تُئنبني.. ولاتشكك في اسبابي ... ولا تتفوه بأمثال وقصص سخيفه... ولا تستخف بكلامي.. ولا تسأل ما مغزاي من وراء حديثي .. ولا تشمت بي!! ولاتحوّر كلامي!! ولا تدّعي.. ولاتنافق.. ولا تجامل ..الكتابه هي عزاءي وهي الطبيب المداوي لبعض او لكل مايضيق به صدري .. هي ذهاب حزني وتخفيف الحمل الذي انهك قلبي!!
#قالوا انها بجمل
نصيحه لاتكبت في صدرك ولا تفضفض لغيرك فالكل موجوع ويتألم وقد يكون البعض معتوه فيؤلم وهو لا يعلم!! اخرج مافي صدرك لمن هو اعلم مني ومنك واكتب فقد تكون الكتابه جزء من الحل.
الجمعه
٢٠١٥/٥/٢٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق