الكل يعلم ان المواطن الكويتي انسان درويش وعاطفته تسبق تفكيره وانه من السهل الضحك عليه اذا عرفت مفتاح شخصيته.. وهي وفقاً لتربيته وتعاليم دينه المفكوكه (صواميلها) من التعليم الحكومي ..و الذي شكله بمنهجه و وفقاً لرؤيته!! والتي يجب ان تتماشى مع سيّر الخطه الخمسيه ولاننسى كذلك خطة التنمية الأولى والثانيه!!!
وللإستدلال نبدأ من مظهر عام نراه في كل يوم عند إشارات المرور ومواقف الجمعيات والاسواق وهم الباعه المتجوليين فمن المستحيل أن يتفق كل الباعه المتجوليين في أرض الخير على بيع سلعه واحده ( ثياب الصلاة وسجاجيد الصلاه والمسابيح ) من يراهم يستغرب ويتساءل هل كان الكويتين لايصلون واستيقظوا في يومٍ ما وقرروا الصلاه جميعاً!! ويستدرك هذا المتجول هذا التطور فيعتبرها صفقة العمر ويزيد طلبه على هذه السلعه بالذات !! فيتفق هؤلاء الباعه المتجولين على قطع الطريق على هوامير الجمله والتجزئه ويأكلوها ( والعه ) من امامهم وهم ينظرون!!!
بطبيعة الحال وعلى أرض الواقع في كل بيت كويتي ادراج طاولات الزينه تكاد تتفجر سجاجيد وكل باب صاله ( مكوده ) خلفه طبقات من ملابس الصلاه!!
إذاً الغرض ليس بيع سلعه لكن هو البيع بسهوله!! لزبون ليس بغشيم ولكنه يستغشم لإعتقاده أنه مدين لهذا البائع بكفاف يومه!! ولحاف جلده!! ومواصلاته!! واجار جحر النمل الذي حُشر فيه!! وكذلك مساهمةً بالشروع الوطني ( يعلّها صدقةٍ عني وعن والديني )
هل تسائلتم لماذا هذه العماله المهمشه تبيع هذه السلع!! ولماذا تبيعها أصلاً!! والسوق مليء ببضائع تجذب المتسوق اكثر من بضاعة المتجوّل!!
هو شيء منا وفينا... فتاجر إقامات ما جلب هذا البائع المتجول الذي قد لايقوى على العمل إما لكبر سنه او صغره!! او لأنه لايملك أي مهاره او حرفه ينتفع بها الناس ويعيش هو منها!! و رماه في الشارع ( ليلقّط ) رزقه ليبحث عن قوته ويدفع اتاوة الكفيل النصف سنويه والسنويه !! فلم يجد هذا المسكين إلا استعطاف العبد المذنب فينا الساكت عن مماراسات ابن بلده الجشع!! الذي يفرض على الوافد مبلغ وقدره!!! وتمتد يد البائع بسلعته وتأخذ بالنيابه عن كفيله ماهو ليس حق له و من جيبك انت يا ابن بلده ويتشاطرها طيباً أو ( غصباً ) مع هذا الهامشي!! وفي حقيقة الأمر بدأت هذه المهنه تستقطب كثير من الدخلاء عليها وغرضهم هو التسول ( عيني عينك ) فلا أظن أن أحدًا لم يلفت نظره امرأه من جنسيه عربيه ترتدي اللباس الخليجي وعلى حضنها طفل وأمامها ( خماچير ) تبيعها ظاهرياً وفي الباطن تبيع قطرات العرق التي سالت من رأس الصغير النائم!! والتي تستفزك لفتح محفظتك وانت تزدري نفسك.. وامه.. ومن في الكون جميعاً!! او منظر طفل يسعى بين إشارات المرور يحمل قناني العطور وعلب الكلينكس لتشتريها منه مجبرًا ..لأنك تخشى عليه من ان تضيء الإشاره وتدهسه السيارات المسرعه القادمه خلفك!!
أن إستنزاف الإنسانيه فينا وبهذه الصوره المتواصله من قبل هؤلاء المجرمين بحق الطفوله ..والشيّب ..و الحاجه والفقر ..والنفس اللوامه فينا!! سيقتل حب (الخير) في النفوس ولربما يصد عنها صدودا!!!