انظر ملياً لطبائع البشر واختلافها وتغيرها!! وغرابة الأمور.. وكيف لكل إنسان تفرده عن الغير!!
لست من يقابل الغراباء دائماً ويتجاذب اطراف الحديث معهم!! لأنه هذه الخطوه تخيفني !! لا خشية من الناس انفسهم ولكن لذوقهم في الحديث وميلهم للحديث القلق المربك بالنسبة لي!!
فالناس اصبحت تتشابه كثيرًا وكأن الكل قرروا ان يعقدوا اجتماع بدون ان يدعونني إليه ليتفقوا عن الاحاديث التي يجب أن تدور!! وترديد نفس الجمل المبهمه!! اصبحوا جميعاً نسخ طبق الأصل من بعضهم!! نفس المواضيع!! نفس الإجابات!! نفس التعليقات!! لو أنني لا أعرفهم لقلت أنهم قد حفظوا دليل واحد وضعوه كلغة سرية بينهم!!
لاتنجذب لحديثهم! ولاتستمتع بمجالستهم ! نفس التكرار الممل في الحديث بل وإن لبعض الاحاديث مواسم! والجميع ملتزم بهذا النمط!!
في حقيقة الأمر أن هناك فئتان من جنسنا البشري لايديرهم هذا النظام السيء من العلاقات الإنسانيه وإن كان لهم تأثير طفيف على أحد هاتان الفئتان إلى أن تأثيرهم طفيف ويزول بقدر ماتصر على ان تتحكم في سير الحديث!!
الفئة الأولى هم كبار السن وهم أكثر من أحب تجاذب الحديث معهم فإن لكل كلمة معنى تطرب لها النفس! وكل موضوع يطرق أتمنى أن لا أغلقه أبدًا إلا لأفتح موضوع آخر!! ثقافتهم ليست نقطه في بحر مانستطيع الإطلاع عليه!! ولكن بالنسبة لي فأنهم يمتلكون ثقافة وأدب راقي نفتقده ياحاملي الشهادات!! الطرفه ونضم الحديث ينقلك إلى بعد آخر من المتعه! لهم قوة جاذبية الأرض عليّ! فأنا مستدعه أن أهجر اقراني بل أنني لا أطيق مجالستهم لأن لامقارنه بين الثرى والثريا! اقسم ان اكثر من أعرف سطحين لايهمهم إلا الموضة والسفر ومتى ينزل الراتب وأشياء أخرى لاترقى لأن تكون حديث بالأساس فكيف أن يكون اهتمام!!
اعتقد أن جيلي وأقراني سطحين ومقلدين لبعضهم بل قطيع كل شاة تسير وراء أختها ليس لديها تصور إلى أين ستذهب أو تأخذ !!
أما فئتي التي اعشقها واشعر بلطف العالم وقد اخذني في احضانه ودثرني بنعومته فهم الأطفال .. لهم تلك القدرة الجبارة في رسم الابتسامة على فمي من غير ان يتكلف أحدهم النظر إلي!!
كم اعشق ان استرق السمع لهم تعجبني طبيعة احاديثهم واهتمامتهم اضحك من كل قلبي على العجائب التي يرددون!
احفظ نطقهم لبعض الألفاظ ..واقحمها في حديثي! لا استطيع إلا أن أكون معهم قد يكون لحبي للأطفال تفسير وهو الحنين للطفولة ولكن ماتفسير انجذابي الغير مشروط لكبار السن هذا ما لم أعرف تفسيره يوماً.
لا أعيب جيلي فإن كان فيهم عيب فإن العيب فيني أيضاً ولكن أعيب فيهم انعدام الثقة في النفس والتقليد الأعمى لبعضهم وكأن في التفرد عيب وزيغ عن الفطره! ولكن لأن خلقنا مختلف عن كل الكائنات وكل عضو في اجسامنا يختلف عمله عن الآخر وأن كل يوم من أيامنا يختلف عن الذي قبله ولأننا مختلفون في كل شيء فلماذا لا تخرجون جوهركم الجميل والثمين بدل أن نكون جميعاً كقطعة خشب زهيده لاقيمة فيها ولا شيء يلفت الانتباه!
كالآلات في الكلام والتفكير. وكحطب "الدامة" في الشكل والموضة.
ردحذفانصح بهالجرة للاطلاعات والتواصل مع الناس من الثقافات اخرى. حاولي البحث اكثر بالمجتمعات التى لم يسبق لك التعرف عليها من قبل. تحياتي